عالم روحانيات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يهتم بعلم الروحانيات والعلاج الروحاني والرقية الشرعية( لفضيلة الشيخ/أبوعمر00966597967040 & 0020143412546)


    الإيحاء الروحانى

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 50
    تاريخ التسجيل : 28/11/2009

    الإيحاء الروحانى  Empty الإيحاء الروحانى

    مُساهمة  Admin السبت ديسمبر 18, 2010 2:31 pm


    بسم اللة الرحمن الرحيم


    الحمد لله ..


    يقول الله تعالى فى سورة الأنعام ( وكذلك جعلنـا لكـل نبـيٍّ عـدواً شـياطينَ الإنسِ والجـنِّ يُوحِي بعضُهم إلى بعضٍ زُخرُفَ القـولِ غـروراً ولـو شـاء ربُّكَ ما فعلوه فَذَرهم وما يَفترون ) وهـذه الآيـة تؤكـد أن الوسوسة هي نوع من الإيحاء الروحـاني وأن هـذا الإيحـاء هـو كلام الروح للروح بدون ألفاظ لغوية صوتيـة ـ كما يكلمك الحى والميت فى المنام بصوت روحى غير مسموع ـ ويتـم بواسـطة الكـذب عـلى الموحى إليه وتَزييف الحقائق وهو لمن يلقـي السـمع للشـيطان ويتـأثر بقوله بسهولة فيتـأثر بإيحائـه ، وبواسـطة هـذا الإيحـاء يتـم إغـواء الكثيرين .

    ولكن هناك ثم تفريق جوهرى من وجهة نظرى القاصرة والتى قد تكون صواباً والخطأ فيها محتمل وقد تكون خطأ والصواب فيها محتمل وهى :

    أن الجن والقرين ـ على التفريق السابق ـ كلاهما يوسوس للإنسان على اختلاف بين الجن أنفسهم من أن وسوسة الصالح منهم قد نسميها ألهاماً والطالح منهم نسميها وسوسة ، أما القرين فهى وسوسة قولاً واحداً .

    ولكن الجن مصدر إلهامهم أووسوستهم ( الدماغ ) عبر الجسد الذهنى أو العقلى ـ سنتطرق له فى موضوع مستقل ـ عبر التخاطر فالإنسان يُمثل صورة مصغرة لعالمي الشهادة والملكوت فجسده يمثل عالم الشهادة ـ العالم المادى ـ وروحه تمثـل عالم الملكوت ـ عالم الروح ـ فكان من الضروري وجود نقطة اتصال بين العالمين بين الروح والجسد فجعل الله له الدماغ وجعله في الرأس ـ لأنه الأعلى والأشرف ـ وقد سماها أهل الحكمة القديمة ( منطقة التاج فى قمة الرأس+ منطقة العين الثالثة بين الحاجبين إلى أعلى قليلاً ) ولذلك يوجد في الدماغ مركزاً لكلِّ عضوٍ في الجسم الإنساني تتحكم به تلك المناطق المخصصة له في الدماغ ، ويستقبل الدماغ الأحاسيس المادية عبر المنافذ الحسية للجسد ، وكذلك يسـتقبل الأحاسيس الروحانيـة عـبر منافذ الإدراك الروحاني فيسجل الدماغ صورةً لكل شيء مُدرك من عالم الروح والملكوت وعالم الشهادة ، فاتصال الروحانى أو التخاطر الذى يحدث بيننا وبين الجن أو الإنس محله الدماغ ثم ينفذ إلى القلب .

    أما القرين فوسوسته فى القلب وفى ساحة الصدر ( الذى يوسوس فى صدور الناس ) لأن القلب هو الذي يتدبر ، يقول الله جل وعلا فى سورة محمد ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) وقد جعل الله له منافذ يدرك بواسطتها صور الأشياء والعلاقة بينها ، وجعل له وسائل إدراك باطنية كالذاكرة تٌخزن له المعلومات ، وجعل له الحس المشترك يربط بين المحسوسات في قالب واحد ، وجعل له قـوة التخـيل يتخـيل بها صور فكان هذا هو مطلب الشيطان للفتنة والإغواء .

    فعندما يفكر أحدنا فإنه يسمع صوتاً فى داخله أثناء حديثه مع نفسه وهذا مجبولون عليه بنى آدم كلهم ، وعندما يريد الشيطان الوسوسة فإنه يقوم بمطابقة صوته لصوت الإنسان الداخلى من حيث السرعة والنبرة والمعلومات والثقافة التى يعرفها الإنسان ـ فما تعرفه أنت يعرفه وسواسك ـ فيسمع الإنسان صوت في نفسه مطابق لصوت نفسه و يعتقد الإنسان أن نفسه تحدثه بهذه الأمور والأفكار قال ـ جل فى علاه ـ فى محكم التنزيل (( واسْتفزِز مَن اسْتطَعتَ مِنهُم بصُّوْتك )) والواقع أنها وسوسة شيطان وليس وسوسة نفس كما يتوهمه البعض وهذا مالايفعله الجن العادى .

    ولعل ذلك ينطبق من حيث الكيفية مع القرين الملك الموكل بنا قال صلى الله عليه وسلم : ( في القلب لمتان لمة من الملك ، إيعاذ بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله سبحانه وليحمد الله ، ولمة من العدو إيعاذ بالشر وتكذيب بالحق ونهي عن الخير، فمن وجد ذلك فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم تلا قوله تعالى : ” الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاء ” ) رواه الترمذي وحسنه ورواه النسائي .

    فك اشتباك :

    قد يستشكل البعض ماذهبنا إليه من اختصاص الشيطان والملك بالقلب فى إحداث الوسوسة دوناً عن بقية الجن بقوله تعالى ( من الجِنّة والنّاس ) حيث أن لفظ الجنة جمع والتاء لتِأنيث الجمع وورود لفظ الناس فيه دلالة على أن الناس يوسوسون فى الصدور كما يفعل الشيطان فكيف لاتوسوس بقية الجن ؟ والجواب على ذلك من وجوه :

    1) الوسوسة فى القلب من الشيطان قطعاً بدليل قوله تعالى (( من شّرِ الوَسْوَاس الخنّاسِ الّذى يُوَسْوَسُ فى صُدُورِ النّاس )) ولفظ الجنة لبيان أن الشيطان من الجن أو كأنه استعاذ ربه من ذلك الشيطان الواحد ثم استعاذ بربه من جميع الجنة والناس ربما أن الشياطين من ذرية إبليس لهم قدرة على الوصول إلى قلب ابن آدم عبر قرينه أو بدونه فجاء الجمع .

    2) أخبار أن الموسوس قد يكون من الناس‏ قال الحسن ‏:‏ هما شيطانان ؛ أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس ، وأما شيطان الإنس فيأتي علانية ‏.‏

    وقال قتادة ‏:‏ إن من الجن شياطين ، وإن من الإنس شياطين ؛ فتعوذ بالله من شياطين الإنس والجن‏ ، وروي عن أبي ذر أنه قال لرجل ‏:‏ هل تعوذت بالله من شياطين الإنس‏ ؟‏ فقال ‏:‏ أو من الإنس شياطين ‏؟‏ قال ‏:‏ نعم ؛ لقوله تعالى ‏{‏ وكَذلكَ جَعلْنا لكُل نبيّ عدواً شياطينَ الإنسِ والجنِ ‏} ‏الأنعام‏ .

    وذهب قوم إلى أن الناس هنا يراد به الجن‏ ،‏ سموا ناساً كما سموا رجالًا في قوله‏ (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن )) - وقوما ونفرا‏.‏ فعلى هذا يكون ‏{ ‏والنّاس ‏}‏ عطفاً على ‏{ ‏الجنّة‏ }‏ ، ويكون التكرير لاختلاف اللفظين‏ ، وذكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدث ‏:‏ جاء قوم من الجن فوقفوا‏ ،‏ فقيل ‏:‏ من أنتم ‏؟‏ فقالوا ‏:‏ ناس من الجن‏‏ وهو معنى قول الفراء ‏.‏

    وقيل ‏:‏ الوسواس هو الشيطان‏ ،‏ وقوله‏ { ‏من الجنّة‏ }‏ بيان أنه من الجن ‏{‏ والناس ‏}‏ معطوف على الوسواس‏ ،‏ والمعنى ‏:‏ قل أعوذ برب الناس من شر الوسواس ، الذي هو من الجنة ، ومن شر الناس‏ ، فعلى هذا أمر بأن يستعيذ من شر الإنس والجن‏ ،‏ والجنة‏:‏ جمع جني ؛ كما يقال ‏:‏ إنس وإنسي‏ والهاء لتأنيث الجماعة ‏.‏

    وقيل‏ :‏ إن إبليس يوسوس في صدور الجن ، كما يوسوس في صدور الناس‏ ، فعلى هذا يكون ‏{ ‏في صُدُورِ النّاس ‏}‏ عاماً في الجميع‏ ،‏ و‏{‏ من الجنّة والنّاس ‏}‏ بيان لما يوسوس في صدره‏ .‏

    سائلين الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ماجهلنا والله تعالى أعلى وأعلم .


      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 4:13 pm